mardi 17 décembre 2013

غــزل

حبيبتي السمراء .. أنت
تطيرين من ركن إلى آخر .. تبعثرين ألوانك في الزوايا
فراشة ملوّنة أنت .. ألوان تخلطينها وحدك .. فلا تضيء سواك
فستان برائحة  أكتوبر ..
ورقات على حافة نهر ..

حبيبتي .. لا تجيد الكتابة .. لا تقرأ كتابا قبل النوم ..
لم تغنّي سابقا ..
حبيبتي .. ترقص كنجمة صيف  .. طائشة
ترقص و تبتسم ..

حبيبتي لا تحبّ السينما .. و لا الكتب
لا يجذبها كنفاني .. و لم تحلم يوما بأن تصير غادة  أحد ..
لا تعنيها كوبا .. و لم تعشق غيفارا و لا الأناشيد الثورية ..
حبيبتي .. لا تستعير من درويش شيئا لتتغزّل بي .. هي لا تحب أن تستعير و لا أن تعير ..

حبيبتي .. سكون الليل و ضجّته معا .. و ضجكات الثمالى ليلا .. و خصلات رفيقتي المتمرّدة .. و كحل الأخرى النديّ
موسيقى وحشية .. بلا ايقاع مستقيم .. بلا أي شيء مألوف ..
حبيبتي .. الدهشة ..
نظرات بأعين من سراب .. كل ما اقتربت منها ابتعدت ..
واسعة .. كعمر
عميقة سوداء .. كذاكرة ..
محتالة .. كريفيّة ..

حبيبتي .. لي وحدي ..
شمس شتويّة .. أقوى من سواد الغيوم ..
طفلة لا تجيد النموّ .. لا تجيد النضوج ..

حبيبتي .. تجيد الرّقص و الإبتسام .. فقط


jeudi 24 octobre 2013

بــلون الـــموت


هو الموت مجددا .. 

مجددا كما لم يكن يوما .. في بلد الحياة و الأفراح المحتلّة لطول السنة و عرضها ..


الموت . 
بحروفه القليلة،الضئيلة .. 
و سواده الذي اذا خيّم ابتلع الوطن .


صباح الموت مظلم .. غائم..  كريه ..


مساء الموت موت أيضا .. و رغبة جامحة في رحيل جماعي .
أهناك يحلو المقام أكثر ؟ نفاق أقلّ ؟ ظلم أقلّ؟ دم أقلّ ؟ كراسي أقلّ؟ 


الإعتياد على الموت جريمة . في حق الآن و في حق ما سيأتي و من سيأتي معه .. 
في حقّ القادمين .. عيون الغد الباسمة .. التي لم تفقه معنى الدمع بعد .


ونحن لم نركّب جينيا لنعتاد على الموت . 
نحن بما فينا من انشقاق و حماقات .. نعشق الحياة .. و نزرع بين قبري شهيدين زنبقة و نسقيها كل صباح موت ..
لتشهد للحياة في أضعف حالاتها


بقاء الموت .. مؤلم .. مخرس .. بلا لون .. .. 
لم نعتده ، و لم نعرفه .. و حتى خلال مروره الأخير كان حريصا على أن يظلّ عابرا 


هنــا موت اليوم .. أسود . 
صبــاح الموت الموالي .. كيف سيكون ؟ 


dimanche 15 septembre 2013

أماني العيد القادم



في عيدي القادم ، سيكون الصباح ممطرا ، ممطرا جدا .. لن أبدا اليوم في مكتبة الكتاب ، سأستيقظ متأخرا لأنني سأكون قد قضيت الليلة في عدّ النجوم التي ستحضر حفل الغد ..


سأبدأ اليوم في زقاق من مدينة لا أعرفها .. مدينة تشبه العاصمة حتى التطابق .. أعيد اكتشافها للمرة الألف .. أو الألف و واحد


ستكون أسهم شركة تصدير الفرح خاصتي مرتفعة بما يكفي لأبتسم – ابتسامة بحجم ما مضى و ما سيأتي – في وجه كل العابرين لشارع باريس .. في وجه الوحيدين دائما .. و في وجه من ازدحمت حياتهم حتى ما عادوا يعثرون على أنفسهم داخلها ..


سأقطع أزقتي وحيدة .. تحت المطر ، سيكون شحن هاتفي قد انتهى و انقطع عن العالم لبعض الوقت ..









في عيدي القادم ، سأكون قد تخلّيت عن حلم النشر ، مشهد كتاب خط عليه اسمي بلون زهري مستفز للمتشائمين ، لن يعود مغريا ..


سأتوقف عن الكتابة .


سأحلم ، و أحبّ بطريقة أخرى .


سأتفرّغ للرقص .. قد تكسرني إحدى الرقصات .. و لكنني سأرقص مع ذلك . و لن أكتب .






في عيدي القادم ، ستزورني سيدي بوسعيد في غرفتي و تشرب معي الشاي في كوبي الكبير و سنتحدّث عن الألوان و رائحة الصباح من على القمم .. ستكون قد سئمت زيارتي السنوية و اختارت أن تبادر هي ..






في عيدي القادم ، سنذهب إلى مدينة الملاهي على دراجة هوائية ، و نأكل حلوى غزل البنات التي أحبها .. و نرى شوارعنا المزدحمة و المتشابهة من الأعلى مضيئة كغد .. و سأحبها أكثر ..


ستكون قد استهلكتني بما فيه الكفاية ، و مررت بكل مراحل الرسكلة .. و لكنك مع ذلك ستأخذني على دراجتك الصغيرة .. و تغني لي أغنية العيد و لن تملّ أبدا من فعل ذلك .. عاما بعد عام ..






في عيدي القادم ، وطني سيشهر عن كل مظاهر حبّه للحياة ، سيعيد طلاء نقسه ، سيقف أمام المرآة و يبتسم ..


الحافلات ستأتي في موعدها و المسافرون سيصعدون في نظام و سيكونون قد قطعوا تذاكرهم ..


سيختفي كل الانتهازيون ، ستقضي عليهم زوبعة رملية و هم في طريقه إلى التأسيسي ..


سنغني تحية العلم صباحا و ستنقرض مكبرات الصوت في ساحات المدارس – تلك التي تكرر النشيد كل صباح كآلة لحشو الأدمغة بحب الأوطان .






في عيدي القادم ، سأكون قد أكلت فلافل و لو لمرة واحدة .. في حارة فلسطينية .. و شربت شايا في زقاق مصري حيث يعلو صوت أم كلثوم ليمتلك الفضاء .. ستكون سوريا بصدد تحضير المسلسلات الرمضانية بترميم " الحارة " .. و سأكون أنا بصدد حزم حقائبي لأتذوق الفستق الحلبي ..


في عيدي القادم ، سأكون قد وضعت خطا احمر على آخر هدية في قائمة هدايا الأحلام خاصتي .. و سيكون لي من الذكريات ما يدف ء كل ليالي الشتاء القادمة .. سأوثّق كل لحظة قادمة ، سأحب الثروة البشرية التي تحيط بي أكثر ، سأكون قد أشتقت لين أكثر و أكثر .. و سأوزع نسخا أكثر من نور بسمتها الذي لن ينطفىء ..






في عيدي القادم ، لن أطيل في كتابة نص أماني العيد الذي سيليه ..


و إن لم أنجح في تحقيق كل أماني هذا العيد .. سأكون سعيدة جدا لأنني في كل الحالات ، سأكون قادرة على أن أبتسم في العيد القادم .. و هذا سيكفيني .


lundi 1 juillet 2013

مليــون حاجة .. و حاجة


http://www.youtube.com/watch?v=He4CTDTq_04

كم يحتاجون من عمر آخر ليدركوا أن لاشيء يدوم طويلا و إلى الأبد .. و أن كل شيء زائل و حتى الكرسي الخشبي الفاخر قد يتكآل يوما و ينهشه النمل .. و التّاج سيصدأ مهما طال الجفاف .. سيأتي المطر من أرض أخرى يغرقه .. و يصدأ ..

كم يحتاجون من عمر آخر ليعرفوا أن أقدامهم ستستقيل يوما .. و لن تعود قادرة على أن تحملهم ليحيّوا الرعية .. و يبتسموا في وجهها عريضا .. ابتسامة بلا لون و لا حتى بقيمة ضوئية .. هي ليست إبتسامة أصلا .. هي شيء غبيّ من ابتكاراهم . و حتى الرعيّة ستسأم يوما من لعب دور ليلى .. و ستغدو الذئب.

كم يحتاجون من عمر آخر ليعتبروا من الحكمة في قصص الأطفال ، و من صور سابقيهم تزال – بزغاريد – من على جدار حانوت خضّار الحارة .. و من على اللافتات العملاقة .. عملاقة بحجم خيباتهم .. تتصدر شوارع " البيئة " ، تلك التي تتجاوز كل شوارع المدينة مجتمعة ، عددا .

كم يحتاجون من عمر آخر ، ليعيدوا مشاهدة كل أشرطة الكرتون على أقراص ديفيدي .. حتى يدركوا أن الأشرار ينالون أشد عقاب و ينتصر الخيّر في النهاية ..هذا ما يعلّمه الكائن البشري لنسخته الصغيرة كي تواجه الحياة .. فكيف يكون أبا كاذبا في آخر المطاف.

كم يحتاجون من عمر آخر ، حتى نجد صورهم الصفراء بشعر أشعث و ملابس مهترئة يركضون في أزقة حارة ، و يتشاجرون على قطعة حلوى .. و أكبر أكبر أحلامهم أن يركبوا دراجة و يدوروا بكل الحي عليها .. و صورهم في عقر الجامعة ثوريّين بأسماء مستعارة أو مجتهدين بنظارات ضخمة أو عاطلين عن الحلم ، و عن الدراسة .. و كل منهم يعلم أنّ من يحكم قد أكل الجزء الأكبر من رغيفه ، قطع مساحة من شهادته الجامعية ليتعلّم عليها الكتابة و سرق كل مرتّبه الهزيل .. آه لا ترك منه قليلا .. ليدفع به أداء له .. هو من يحكم .

كم يحتاجون من عمر آخر ، لتولد لهم في أقبية قصورهم أمنيات كتلك التي ولدنا بها .. وطن أجمل ، متحضّر ، متقدّم ، ياباني ..
وطن بلا فقر بلا جهل بلا أمية .. وطن حقيقي .. لا أشلاء نلملمها و نتوسّدها كل ليلة .. كم من عمر آخر ، يحتاجون لتتشكل في رؤوسهم الصغيرة صورة وطن .. لا إسطبل .. صورة وطن .. لا حضيرة و راعي يقضّي اليوم نائما ..

كم يحتاجون من عمر أخر ليدركوا أن الرّعية ستجد كيف تصبح ذئابا و تلتهمه .. و تجرفه .. بكل لطف .. و في سلميّة .
كم يحتاجون من عمر آخر ، ليدركوا أن الشرعية إن لم تكن صادقة و لم تقسم بعرق الفلاحين .. ستغدو أشرعة مركب مهترىء سيحملهم إلى ظلمة أبعد .

و كم نحتاج من عمر آخر ، لندرك أننا يجب أن نكون أصلب أحيانا كي لا نكسر .. كي ندرك أننا لم نخلق لنكون ليلى و لم يولدوا ليكونوا الذئب .. و لم يكتب نشيد الوطن ليكون فرصتنا حتى نصل متأخرين قليلا عن حصّة صباحية مملة .
كم نحتاج من عمر آخر ، لنوقن أننا مختلفون و منقلبون و منسلخون و منتكسون .. و مغتربون عن الذاكرة ..و منكسرون .. و لكننا أحيانا نصحو مفزوعين و نصرخ و نكتب و نغني و نجتمع و نتملين و نطردهم .. و من ثمة نعود لنغفو .. و ننصّب ذئابا أشرس .. في هيأة ليلى ..
كم نحتاج من عمرآخرا ، لنحمل في أعماقنا حقدا على من آذانا ، و آذى الأرض .. و نؤمن بأن أيدي تعبق منها رائحة الدم .. لا تزرع وردا في عيد الشجرة .. و لا تتوب في الأعياد و لا في رمضان ..

كم نحتاج من عمر آخر ، لنقرّ بأن الوهن بشري لكن الإستسلام صفة من بلّور .. لنقرّ بأنّا لن نجتمع سوى في وليمة زفاف أو في مأتم .. و كلاهما عابران .. و الجبن هو الباقي .

كم نحتاج من عمر أخر ، لنفتح كتب التاريخ ، و كتب الأدب العربي و نفتح أعيننا كما أفواهنا .. قبل أن نقرر أن نفتح بيت المقدس ..

و لهذا كلّه سنصلي لله طويلا ، ليقينا شرّ الحاجة أو يقصّر في الأعمار .



lundi 18 mars 2013

أسبوع في تونس



بشر نحن .. بعض من طاقة كامنة .. و يحدث أن نستنفذ ذات صراع يومي مع الرداءة ..
و يحدث أيضا أن يصادفنا لحن تائه قادم من أحد أصقاع الذاكرة .. نضيف إليه كلمات لدرويش لم تستهلك بعد .. و نصنع فرحا و لو وقتيا ..
فرحا بمولود نزل للتو .. و ما زال أمامنا الكثير : أن نعلّمه الكلام ، الغناء ، الرقص .. المعارضة
سنعلّمه كيف يحب الألوان .. و يكره السواد ..
و يصنع أحلامه حلما حلما .. إلى أن تكبره حجما ..

هنا تونس شمال خارطة الفقر .. في أقصى عوالم الحب الأبدي و الفرح الممزوج بعرق الكادحين ..
حيث الثورة حطّت الرحال ، أطالت الإقامة حتى صارت ضيفا ثقيلا ..

هنا تونس .. حيث مازالوا يحلمون ..

الطقس ربيعي مهادن .. الحركة عاديّة .. الوجوه ذاتها
محطة القطار تثرثر دون معاني واضحة ..
و يحدث أن يحلّ شبان بالمكان .. يرتدون ملابس ملوّنة ، محملين بآلات إيقاع و غيثارة .. قبعة مقلوبة على الطريقة الأوروبية و بطاقة ورقية " صدقة لبناء ثقافة " تضعنا في الإطار .
و علا ضجيجهم يعيد الحياة إلى المكان ..
يراقبونهم من داخل القطار .. من على الرصيف .. بتعجب
لا خوف لا رعب الفن و الشارع ملك الشعب !
أعين تحملق بإستغراب .. أخرى بحبّ .. و عاملة النظافة ترقص على إيقاع جنونهم الملوّن .. بلون الحلم

هنا تونس .. سوق أسبوعية ..و الرقصة تستكمل هناك ..
وسط الباعة و العابرين .. شبان آخرون يتداولون على رسم البسمة على وجه اليوم المشمس بأجسادهم ..
آخرون يبتكرون رسما آخرون .. أطرافهم تكوّن ملامح اللوحة .. اللون الرمادي يغلب على الصورة .. و رائحة الكريموجان تتصدّر العمل الفني .. و الرقصة تستكمل و لا تتوقف أبدا ..
شعب لا يرقص .. شعب لا يثور . و نحن  نعطي دروسا في طقوس الثورة ..

هنا تونس .. سينما للسلام ربما .. و المؤكّد أنها للمقاومة ..
شارع باريس يحتضن شروق الفكرة دائما .
عروض يومية .. أشرطة وثائقية تفتح جروحا من أركان مختلفة من العالم ..
 صور لأشخاص نعرفهم .. اعترضونا في حلم ما .. لا زلنا نحفظ ملامحهم جيّدا .. و ندرك أننا سنرافقهم في طريق العودة ذاتها
و آخرون نتعرّف عليهم .. سنلتقي في شريط قادم .. لا تبتعدوا !
وراء الأفلام شبّان أيضا .. يؤمنون بأن السينما تذكرة الشعوب إلى ما وراء الأفق ..
و مع كل نهاية شريط .. و بينما تمرّ الأسماء على الشاشة  .. يبتسمون ..
" سننام أقل جهلا هذه الليلة .. "

هنا تونس .. الشمس تبتعد ببطء .. تختبىء وراء السحب .. تحمرّ وجنتاها .. تشابه الأفق
سترحل قريبا ..
صوب مركز ثقافي .. عبر الأزقة البيضاء للمدينة العربي .. عرض موسيقي في حضن الحضارة .. أين الجدران تروي قصصا من عبروا من هناك .. منذ فجر اللحن الاول ..
ندخل .. يعترضنا صحفي غليظ : ما رأيكم بهذه الموجة الجديدة المسمّاة بالموسيقى البديلة ؟
هي ليست موجة  سيدي .. هو سيل سيجرف كل التكرار .. سيمحي كل التشابه في الصورة ..
سيترك وراءه أرضا خصبة صالحة لزراعة أفكار تثمر .. لا عقولا بتشوهات خلقية تآكلها الصدأ
هي ليست بديلة سيدي .. هي الحقيقة .. و البقية كذب و هراء و تجارة خاسرة .. مفلسة كعقول نافثيها
عود عراقي و غيثارة تونسية ..
نسمات الرافدين تصل إلينا .. تحت سماء تونسية
قلوب متعطّشة للفن .. فمن السياسة ما قتل ..
غنّوا ..للحريّة ..  للحب .. للإنسان .. لعلّه يصل يوما إلى الإسقاط الطغيان .. كل الطغيان .. بعد الطاغية
الموسيقى ديناميت الشعوب ..
شعوب تجيد الإستماع .. تتذوق .. شعوب لا تموت .. و لا تقتل
شعوب تخوض معاركها معهم .. و تنتصر .. لترفع علمها الملوّن عاليا .. في عقر دار الرّداءة

هنا تونس .. أقرب للبحر هذه المرّة .. " دار عربي " و عرض انتظر طويلا ..
رأس عنيد .. يصدّر الأفكار .. إكتشاف نعيد إكتشافه ..
كم كنت أكره الرّاب قبلهم ..
قصّتنا الطويلة العريضة .. من " طأطأ لسلامو عليكو " .. تبرز ملامحها من أغنية إلى أخرى ..
مساحة واسعة للتفكير .. و لإعادة التفكير .. و لطرح الأسئلة
لا تتعجلوا .. الإجابات ستأتي يقينا .. ذات يوم
كلمات من لبنان الدنيا .. و موسيقى إلكترونية
كمّ من حب الحياة .. و من الثورة .. و جدران تجيد إستقبالهم .. تصطبغ برجع صدى أصواتهم قبل أن يصلوا حتّى ..

هنا تونس .. تكتمل الصورة ..
أسبوع يمرّ .. بصيص أمل يكمن في كل حرف و في كلّ صورة ..
هنا تونس .. نعيد بناء الثورة .. على قاعدة صلبة هذه المرّة .. بألوان لا تزيلها أمطار الشتاء و لا يخيفها الأسود ..
بالقليل صوب المستحيل ..

هنا تونس .. حيث سننتصر .. 




samedi 2 mars 2013

رقصة مبللة



الطقس ممطر في الخارج ..
المطر .. نقطة ضعفها .. جذور لندنية ؟ ربّما ..
المطر مخلوق يدفعها إلى البوح ..
جنون ليلي عادة ..
تغدو طفلة فجأة بلا شيء تخسره
تطيل النظر من النافذة .. ذاكرة متواطئة .. و عابرون بسرعة ..
لا يتركون لأنفسهم برهة ليتجردوا من الإضافات تحت المطر ..
ليجربوا الطفولة الأولى مجددا .. لبرهة ..
تسريحات الشعر .. و خوفهم المفرط يرفعان من دخل بائعي المطاريات على قارعة الطريق ..

في هدوء يرفع عينيه إليها ..
يتأملها ..
تتأمل الشارع من النافذة ..
الطابق الثالث .. و الإمتياز الوحيد .. مشهد أعلى .. ذات مطر .

لا يرفع عينيه عنها ..
ينطلق صوتها .. يقلص المسافة إليه ..
" و الرصيف محيّر .. و الشارع غريب "
الجميع يحبون صوتها .. يؤنس عادة .. و يؤلم أحيانا
ككل الأصوات التي لا تغني سوى بالعربية

تعيد المقطع مرّات عدة .. لا تترك له المجال لينبس ببنت شفة
صوت داخلي " لا توقظها .. تهدهد الذاكرة هي .. علّها تنام "

قبل عام من الحلم .. كانت تقرأ له شعرا لينام .. و كان يحفظ نصوصها يرددها كتلميذ نجيب مع كل صباح الخير ..
و يحفظها .. تقاسيم وجهها الطفولي .. سمرتها التي تقطر ذاكرة ..
و وشاحها الوردي الذي لا تحب غيره ..

كلمات في أول صفحة لكتاب أهدته إياه .. كتاب عن مناضل في المنفى .. صفحته الأولى تطفح حبّا ..
و الثوريّ الحقيقيّ لا تقوده إلاّ مشاعر الحب الكبيرة"

رائحة البحر .. أصواتهم ملء الكون ..
شكلاطة يتقاسمونها على الرمال .. كأحلامهم التي لا تعرف حدودا ..
يومها أخرج تذكرة العرض من جيب سترته السوداء .. رسم بسمتها عريضة .. تصل الأفق
وعدها أن يرقصا على أنفاس ليالي الصيف .. حتى تتعب

يبحث عن نص لدرويش لم يستهلك بعد .. ليبدأ به السهرة .. يبحث ..
و يجدها نامت كالأطفال .. قبل أن يصل القافية حتى ..
ستستيقظ و يأخذها إلى المدينة العربي .. سيدعوها لتشرب شايا رخيصا .. و تغنّي ..
و تسير إلى جانبه في الأزقة البيضاء .. ليصنعوا الخبز و الأغنيات ..

سيتركها هناك لبعض الوقت ..
يمارس هوايته في الحبيب بورقيبة
بعض الشغب .. شعارات تشبهه ..
يخيفها قليلا .. ينتظر هاتفه ليرن .. لتسأل أين هو .. ولّى زمن الثورة فليعد إلى المنزل ..

في المنزل ستنتظره ..
سيسمعان الجاز .. معا ..
و تغني له .. لينام

الطقس ممطر في الخارج ..
الأغنية لم تنته بعد ..
الشارع فارغ .. الليل يكاد يحط رحاله ..
و بدأت تبرد ..
تلتفت لتمسك بيديه .. تتدفء .. يمدّها بالحياة
و لا تجده .. الغرفة باردة .. قاتمة
" و يروح و ينساها .. و تتبل بالشتي .. "

lundi 11 février 2013

وطن من بلّور





و أنا لا أعرف من أين يأتي الوطن 

من ملح الارض العطشى .. إلى سواعد تعيد غرسها وجعا

من عرق الفلاحين .. و أناشيد النسوة يلبسن الطيف ذات خريف لا يرحل

من ذاك الذي يتسلّق نخلا .. طأطأ للحال هو الآخر

من زيتون يبكي غارسه .. زيته شفاف .. استقال اللون .. و غادر


أو 

علّه يأتي من أب يدفن إبنه .. في فجر العمر .. ترك العمر لصور لا تحصى 
تملأ الجدران .. لتنتخب .. و يموت الوالد قهرا

من أميال يقطعها طفل في السادسة ليصل المأتم .. 
تركه صديقه يلعب وحده .. 
تركه بحثا عن وطن .. 
عن خبز .. عن قنينة أحلام وردية 

يأتي الوطن .. من يدري
قد ياتي من رحم الثورة ..
هه .. الثورة ؟ 

لو افترضنا أنه يأتي من رحم الثورة 
لغدا الوطن في لون الزهر
في رائحة الذاكرة الأولى 
يرسم صور الشهداء و لا يتعب .. 

لغدا وطنا للفقراء و للسعداء بقصيدة نثر ..و بأحجية
لغدا في حجم الجرح .. ليلتئم .. 


لكنه كاذب .. 
لكنه وطن بلوري
تخدشه ترانيم الأطفال 
و تكسره أحاديث الجوعى 



و الوطن لا يأتي
لا .. لا يأتي

يأخذنا إليه .. 
كمن يذهب للحتف
ليموت بصمت .. 

كي لا يوقظ .. شعبا ..

من كذبته 

mercredi 6 février 2013

وطن لن يخلع السّواد


وطن لن يخلع السّواد



سواد و حداد .. و طبول الفجيعة تقرع .. انتظرت طويلا وقفت على باب الوطن حتى فتح لها
و عيون ما عادت قادرة حتى تدمع .. فالدمع ما عاد يضاهي الجرح
وصراخ من أول الوطن و من آخره .. و جيل قادم او جيلين و أكثر ..
نصحو .. شمس اليوم تحمل معها سخطا و عويلا ..
راديو ، طلقات ، مات ..
لسنا في العراق و لا في لبنان.. في تونس .. في عرس الثورة ..
برصاص وطني ..
تسيل دماء .. قطرات .. تفيض كأسا آن أن تتغير ..
قتل .. مات .. و عاشت الأفكار .. أبدية  لا تغتيل
مات .. و بقي الوطن شامخا ..
 وحدها الأوطان لا تموت ..
الأوطان تنتحب .. تكفّن .. تسير في الجنازة و تلبس السواد طويلا .. و طويلا جدا .. و لكنها لا تموت .. تظل واقفة كالسنديان .. هي علّمتهم كيف يقفون طويلا و لا ينحنون .. فكيف لا توصلهم على رموشها إلى مكانهم الأخير اليوم ..

رحل .. كمن رحل قبله ..
هذا الوطن علّمه أن حروف التاريخ مزوّرة إن كتبت من دون دماء .. لذلك سلّم نفسه للوطن .. قربانا .. لعل الحلم يصير حقيقة ..

و ترك دموعا في كل مكان .. و أسئلة تتكرر في ثوب واحد : إلى أين ؟
إلى ما لا وجهة .. إلى الحبيب بورقيبة سيل عارم من الغاضبين ، من الكارهين و الحاقدين و المنتحبين .. بقع دمه بين أعينهم ..

من قال أن الثورة تصنع بالورود و بالياسمين كاذب ..
الثورة حمراء .. أو لا تكون ..
الثورة ترتدي الحداد أو فلترحل ..
و مرحلة الإستنزاف ستأتي .. و الخونة .. كل الخونة سيطردهم التاريخ  .. 
و حتى مزابله لن تقبل بهم ..

و هنا سنقف .. سننتظر الوطن حتى يأتي ..

لكن الوطن لا يأتي ..
 لا لا يأتي ..
الوطن
يأخذنا إليه .. 
كمن يذهب للحتف
ليموت بصمت .. 


dimanche 6 janvier 2013

شظايا .. و الرّائحة ذاتها


https://www.youtube.com/watch?v=pqS5XxFudyU.
  • السابعة صباحا

الميترو و صوته الإعتيادي ..   في مكان يصحو على صوته

من هناك .. بين باب الخضراء و محطة الباساج

مباني تصلها الشمس أولا قبل كل العاصمة

من هناك .. تبدأ يومها
أيامها قد تتشابه ..أو تختلف و لا تتكرر
تفتح جفنيها ببطء
تبدأ اليوم متعبة .. عادي .. ككل يوم
تجلس في الفراش طويلا تحدّق في السقف لبرهة
ثم تتسلل أشعة الشمس  ..
تجبرها على النهوض
تتجه إلى الشرفة في تبختر
ملابس النوم تصور جسدها المتناسق
تقف على الشرفة ..
و صوت الميترو يكرر ما يفعله كل يوم
مرآة ..
تتزين على مهل
ككل النساء هنا .. كفاتنة ..
و الاحمر يزيح أثر السنين
جريئة هي .. حالمة
وتحب إرتداء الألوان
و الأحزان أحيانا ..
صوت الميترو ..
إمراة في ستين أو أكثر بقليل تقطع السكة الحديدية ..
تجر العالم وراءها ..
قارورة بلاستيكية تفرّ من كيسها .. متجهة إلى مسار الميترو
لعلها سئمت هي الأخرى من البلد .. فضّلت الإنتحار .. دهسا
و هناك .. في أعلى المبنى طقوس الزينة لم تنته بعد ..
و أخيرا .. تحمل حقيبتها
قنينة عطرها الفاخرة ..
       ماسكاراها
محفظة نقودها
قلم اهداه لها .. حبيب ذهب و لم يعد
و كتاب لأمين معلوف
لم تنس شيء
تتعجّل ..
قبل أن ..
صوت الميترو ..يصل  الباساج
نقطة الإنطلاق البداية و الختام أحيانا ,,
نقطة المواعيد في مدينة تعشق اللقاءات .. حتى في أكثر الأوقات وحدة
الجميع يركض هناك .. إلى ما لا وجهة
أول تباشير الضجيج التي يمكن ان تعترضك صباحا
بشر من كل مكان .. من اول العمر .. و من آخره ..
و من طفولة تستيقظ باكرا .. باكرا جدّا
لترتاد مدرسة خاصّة في احد أحياء العاصمة
أصوات تتمازج .. تتكررّ .. إلى ان تصير صمتا يتشابه كل يوم
.صوت الميترو يحدد الوجهة ..
في إتجاه برشلونة
يغادر المحطّة ..
سيعود إليها حتما
تنزل ببطء
درج تكرهه .. يكبرها سنّا ، و يحمل آثار فرنسية ما رقصت على أنغام إيديت بياف و هي تتجه إلى عملها ..المكان مظلم .. تضع يديها في علبة الرسائل .. تنتظر شيئا ما .. لم يصل
صوت الميترو .. يتذمر ..
حديقة الباساج تستيقظ من النوم ..
تتثاءب بخضرتها .. و بكمّ العاطلين عن الحلم المقيمين فيها .....و كمّ العابرين .. من العشّاق ... أو ما شابه ذلك
الميترو عالق هناك ..
يرنّ المنبّه للمرّة الألف ..
و أخيرا يستيقظ
ينظر إلى الساعة في إشمئزاز
و يقفز من سريره ..السؤال اليومي : أله أمل في أن يصل ؟
أطفال يتجهون إلى المدرسة يعبرون الزقاق الخلفي ..
أصواتهم ترنيمة صباحية تجلب الحظّ
يفعل على عجل ما يفعله كلّ يوم ..
و يغلق الباب بعنف .. يكاد يسمع صوت جاره العجوز يتذمّر .. ككل
الأزقة مبللة .. يمشي بحذر ..ي
فكّر في ليلة البارحة ، ماذا كان ليفعل لو أنها تركته و رحلت .. ماذا كان ليفعل لو تواصل النقاش .. و انسحب لوما و عتابا .. ثم رحيلا ..
برك الماء على الأرض الرطبة .. تنعكس صورته عليها .. يتأمّلها ثم تتراءى صورتها مكان صورته
تنعكس على سطح الماء ... يكاد يصل إليه عطرها الفاخر أيضا ..
صوت الميترو ..
بطء أكثر ..
يحاول أن يصل شارع باريس
صباح شتوي مظلم أيضا ..
ينزل رذاذ مطر ..
العاصمة تحت المطر .. غربة و حزن .. و قصص لا تعرفها سوى أرصفة شارع باريس ..
وحدها شهدت كل ذلك ..و وحدنا نشبهها .. تلك المدن العربية التي تعتنق الحزن .
يقف في محطّة ما .. هو اليوم غادرها ... و لم يعد يحط الرحال أبدا هناك ..
شارع باريس لا يجوز التوقّف فيه .. لا إقامة للأحلام هناك .. هو فقط للذكرى .. ذكرى عابرة ..
تقطع السكة  ..كعب عالي .. حقيبة فاخرة .. و أنغام تتردد في الفضاء ..تقف عند بائع جرائد .. تقتني جريدتها اليومية  ..فرنكوفونية هي .. و هو يكتب لها شعرا بالعربيّة ..
لازال يسرع الخطى .. لعلّه يصل ..
قرقعات من أحد المنازل ..
رائحة معتادة .. درع ..
المدينة  العربي .. تفتح جفنيها على مهل ..
تسدل شعرها الحالك ..
و تستيقظ
تتراءى له الشمس
 أشعة تسرّح شعرها ..
لا تفتح الجريدة ..
أخبار الوطن الحالك لا تقرأ وقوفا ..
من يدري .. كيف يكون أثر الصدمة .. او الخيبة إن شئتم
..تواصل طريقها ..الباعة صباحا .. كراتينهم .. شجاراتهم اليومية المملة .. تصنع فرحهم بيوم جديد ..
لا يمكن أن يبدأ إلا كذلك ..
 مقهاها المعتاد .. يلوح من وراء صف السيارات ..
نفس الوجوه الصباحية .. و أخرى تقف هنا بحثا عن شيء ما .. و قد تجد نفسها ..
على غير العادة يضعون موسيقى صباحا ..
هو بالاحرى رنين .. ستنزعج الموسيقى إن سميناه كذلك ..
تطلب القهوة ذاتها ..  لتقرأ عناوين الوطن ذاتها بأسلوب مختلف كل يوم ..
 الميترو بلا صوت .. وصل شارعه .. يصمت إجلالا ..
شارع الحبيب بورقيبة ..
من هناك .. يمكنك أن ترى كل تونس .. قد تصل الرؤية الرديف و بن قردان .. و بعضا مما تركته فرنسا ..
شارع يحمل كل الحزن ..
يحج له المتعبون من كل مكان .. يضعون أحزانهم قربانا .. و يواصلون المسير ..
يمرون دون توقف .. لا إقامة على هامش التاريخ ..
فالتاريخ أيضا مرة من هناك .. و أسفا لم يتوقف ..
شارع للصراخ .. في صمت .. للنواح و للفجيعة ..
يفتح ذراعيه للوحيدين .. و للعشاق .
لعشاق صالات السينما المهجورة .. و للمقيمين بأروقة " الكتاب " ..
يسرع الميترو .. عليه أن يوصلهم .. 
و يسرع هو .. بين الأزقة .. يريد أن يشرب قهوة مرّة .. كهذا الحال ..
ينظر إلى ساعته .. و يطرد الفكرة
تتتالى الازقة .. تعترضه فتاة شقراء .. تغلق باب عربي أزرق .. بعنف .. تحمل كاميرا بيدها و تبتسم له .. كمن يقول صباح الخير بلغته ..
يمتعض ..
صوت باطني : إحتلال !
 لم تعد تسمع صوت الميترو ..
ابتعد ..
و هذا الشيء الصاخب صباحا .. يطغى على المكان ..
تترشف قهوتها .. حلوة جدا . لا شيء حلو سوى القهوة .. حلاوة ساخرة
تقلّب اوجاع الوطن .. بلغة تقمّصته طويلا ..
نزيف من الحبر .. و لا معاني تذكر ..
خبّات الجريدة .. و أخذت تحملق في العابرين ..
هي باتت تخجل من ان تقول للوطن : تماسك !  .. ففضلت الهروب 
 الميترو يتمّ المهمة ..
ساحة برشلونة .. توأم الباساج .. من أمّ اخرى ..
الجميع يركض هنا أيضا .. بلا وجهة 
وجهته واضحة .. ككل صباح .. الممرات الخلفية للمدينة العربي ..
بعيدا عن النساء المتشابهات اللاتي تتوارثن اللهجة ذاتها و تتباهي نبها .
و عن الحلي الباهض الثمن .. يعرض كذاكرة في واجهة لمحلات الأحياء الرّاقية ..
الأسواق ؟ لا ..  سيعبرها في النص القادم ..
من الحفصية يسير ..
سوق ملوّنة بألوان الطيف .. و ثقافات الشعوب .. و ملابسها
بورصة صباحية ..
و فتاتان في ربيع العمر .. تسرعان الخطى نحو أحد الباعة قبل ن تأتي أخرى و تسرق منهما فستانا .. كان سيجعل اليوم اجمل . 
هناك يغدو  " الإنتظار حالة عبوديّة "  .. و حالة وهن مزمن ..
لن تسأل : هل سيأتي ؟
سنطرح السؤال عنها .. و نجيب : ربّما ..
أوراق بيضاء .. قلم .. و قهوة.. العاصمة صباحا ..أليست هذه أسبابا كافية للكتابة ؟
بلى .. تجيب ..
و تقتل بياض الورقة
له ؟ لا .. هو نص لها ..هي وعدته ذات مساء .. هو أغلى من ان تكتبه .. 
يكمل الميترو رحلة أولى .. ينزل مرتاديه الأوائل ..
و يعود ليكررّ حلقته اليومية ..هو لا يملّ و لا يضجر .. هم فقط يملّون منه ..
و يتذمرون
طموحاتهم أكبر .. سيارة ستفي بالغرض .
 منبهات سيارات .. يقطع الشارع ..
الحبيب ثامر .. و ملك آخر للحبيب بورقيبة ..
معهد هذه المرة
إكتظاظ .. تلاميذ يمارسون روتينهم اليومي .. و يحلمون أحلام يقظة ..
لن أقول عنهم شيئا .. كاتبة تلتزم الحياد لبرهة .. ..
يبتسم ..
ضوضاهم تنسيه لحنا كان يردّده .. كانوا قد أضافوه على قصيدة .. فصار نشازا ..
 صوت الميترو مجددا ..
يسبقه ..
يسرعلعلّه يصل .. و لو متأخرا ..
تبحث عن النادل ..
القهوة اليوم أغلى .. كل شيء في هذا الوطن بات أغلى .. عدى البشر 
يصل الباساج منهكا ..
بفكّر أحيانا في أن يترك المدينة العربي إلى شقة فرنسية في الجوار .. تستيقظ كل صباح على صوت الميترو .. و لكنه يدرك جيدا أنه لا يجرأ على ان يترك حبيبته في منتصف الطريق .. و يرحل .ت
زيد من مكياجها ، تعدّل تسريحتها ، و ترش عطرها الفاخر مجدّدا ..
تغادر المقهى ..
تقف على الرصيف ..
و تلوّح بيدها ..
في الضفة الأخرى من الشارع .. يقف ثم يعبر
..سيارة أجرة .. " محطّة المنصف باي .. من فضلك " .. و تغذي رائحة العطر المكان ..
يصعد الميترو رقم 2 .. العذاب اليومي الموالي .. نحو العمل ..