dimanche 15 septembre 2013

أماني العيد القادم



في عيدي القادم ، سيكون الصباح ممطرا ، ممطرا جدا .. لن أبدا اليوم في مكتبة الكتاب ، سأستيقظ متأخرا لأنني سأكون قد قضيت الليلة في عدّ النجوم التي ستحضر حفل الغد ..


سأبدأ اليوم في زقاق من مدينة لا أعرفها .. مدينة تشبه العاصمة حتى التطابق .. أعيد اكتشافها للمرة الألف .. أو الألف و واحد


ستكون أسهم شركة تصدير الفرح خاصتي مرتفعة بما يكفي لأبتسم – ابتسامة بحجم ما مضى و ما سيأتي – في وجه كل العابرين لشارع باريس .. في وجه الوحيدين دائما .. و في وجه من ازدحمت حياتهم حتى ما عادوا يعثرون على أنفسهم داخلها ..


سأقطع أزقتي وحيدة .. تحت المطر ، سيكون شحن هاتفي قد انتهى و انقطع عن العالم لبعض الوقت ..









في عيدي القادم ، سأكون قد تخلّيت عن حلم النشر ، مشهد كتاب خط عليه اسمي بلون زهري مستفز للمتشائمين ، لن يعود مغريا ..


سأتوقف عن الكتابة .


سأحلم ، و أحبّ بطريقة أخرى .


سأتفرّغ للرقص .. قد تكسرني إحدى الرقصات .. و لكنني سأرقص مع ذلك . و لن أكتب .






في عيدي القادم ، ستزورني سيدي بوسعيد في غرفتي و تشرب معي الشاي في كوبي الكبير و سنتحدّث عن الألوان و رائحة الصباح من على القمم .. ستكون قد سئمت زيارتي السنوية و اختارت أن تبادر هي ..






في عيدي القادم ، سنذهب إلى مدينة الملاهي على دراجة هوائية ، و نأكل حلوى غزل البنات التي أحبها .. و نرى شوارعنا المزدحمة و المتشابهة من الأعلى مضيئة كغد .. و سأحبها أكثر ..


ستكون قد استهلكتني بما فيه الكفاية ، و مررت بكل مراحل الرسكلة .. و لكنك مع ذلك ستأخذني على دراجتك الصغيرة .. و تغني لي أغنية العيد و لن تملّ أبدا من فعل ذلك .. عاما بعد عام ..






في عيدي القادم ، وطني سيشهر عن كل مظاهر حبّه للحياة ، سيعيد طلاء نقسه ، سيقف أمام المرآة و يبتسم ..


الحافلات ستأتي في موعدها و المسافرون سيصعدون في نظام و سيكونون قد قطعوا تذاكرهم ..


سيختفي كل الانتهازيون ، ستقضي عليهم زوبعة رملية و هم في طريقه إلى التأسيسي ..


سنغني تحية العلم صباحا و ستنقرض مكبرات الصوت في ساحات المدارس – تلك التي تكرر النشيد كل صباح كآلة لحشو الأدمغة بحب الأوطان .






في عيدي القادم ، سأكون قد أكلت فلافل و لو لمرة واحدة .. في حارة فلسطينية .. و شربت شايا في زقاق مصري حيث يعلو صوت أم كلثوم ليمتلك الفضاء .. ستكون سوريا بصدد تحضير المسلسلات الرمضانية بترميم " الحارة " .. و سأكون أنا بصدد حزم حقائبي لأتذوق الفستق الحلبي ..


في عيدي القادم ، سأكون قد وضعت خطا احمر على آخر هدية في قائمة هدايا الأحلام خاصتي .. و سيكون لي من الذكريات ما يدف ء كل ليالي الشتاء القادمة .. سأوثّق كل لحظة قادمة ، سأحب الثروة البشرية التي تحيط بي أكثر ، سأكون قد أشتقت لين أكثر و أكثر .. و سأوزع نسخا أكثر من نور بسمتها الذي لن ينطفىء ..






في عيدي القادم ، لن أطيل في كتابة نص أماني العيد الذي سيليه ..


و إن لم أنجح في تحقيق كل أماني هذا العيد .. سأكون سعيدة جدا لأنني في كل الحالات ، سأكون قادرة على أن أبتسم في العيد القادم .. و هذا سيكفيني .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire