هو الموت مجددا ..
مجددا كما لم يكن يوما .. في بلد الحياة و الأفراح المحتلّة لطول السنة و عرضها ..
الموت .
بحروفه القليلة،الضئيلة ..
و سواده الذي اذا خيّم ابتلع الوطن .
صباح الموت مظلم .. غائم.. كريه ..
مساء الموت موت أيضا .. و رغبة جامحة في رحيل جماعي .
أهناك يحلو المقام أكثر ؟ نفاق أقلّ ؟ ظلم أقلّ؟ دم أقلّ ؟ كراسي أقلّ؟
الإعتياد على الموت جريمة . في حق الآن و في حق ما سيأتي و من سيأتي معه ..
في حقّ القادمين .. عيون الغد الباسمة .. التي لم تفقه معنى الدمع بعد .
ونحن لم نركّب جينيا لنعتاد على الموت .
نحن بما فينا من انشقاق و حماقات .. نعشق الحياة .. و نزرع بين قبري شهيدين زنبقة و نسقيها كل صباح موت ..
لتشهد للحياة في أضعف حالاتها
بقاء الموت .. مؤلم .. مخرس .. بلا لون .. ..
لم نعتده ، و لم نعرفه .. و حتى خلال مروره الأخير كان حريصا على أن يظلّ عابرا
هنــا موت اليوم .. أسود .
صبــاح الموت الموالي .. كيف سيكون ؟