jeudi 1 décembre 2011




هـــمـــس




كان صيفا مزعجا ، مربكا ، رماديا أو تشوبه ألوان لا يذكر ..


كان يذكر فقط أنه يعود يوميا  مرهقا ، مكتظا بها ، يتنفسها و يختنق بها ، تسكن أفكاره
  
و تقيده .. ينهرها .. و تعود مجددا و تأسره

كان فوضويا لا يبالي .. و كانت تصنع بأناملها من فوضاه .. حلما جميلا

كانت قريبة كنسمة كذكرى .. بعيدة كفيض من الأمنيات

يستلقي ككل مساء على فراشه . يسرح في الحكايلت التي تروي  بطولته .. يتذكر

 تفاصيل وجهها.. ككل يوم


يكره مسارها ذلك ، و عنادها ، و تناقضها  .. و ما يسميه هو بسمتها الرمادية في اخر

 كل  نقاش / طريق مسدود يصلان إليه  .. معا

يحدثها طويلا .. و طويلا .. و طويلا  و لا يمل بتاتا

و تمل ..

يضحكها ، يبكيها ، و يزعجها  ..

و يكرهها و تكرهه



ثم يبتسمان  .. و يتمنى لها أحلام لذيذة  .. محلاة بالشكلاطة

كانت طفلة .. و لا زالت طفلة لن تكبر

يسبقها الزمن  بسنوات ضوئية  .. ثلاث .. من الإحتمال

أهو المستحيل  .. في ثوب بسمة  .. لا تذكر أيضا ..


هو وحده يذكر .. يعبد حركاتها

و يتمنى ، و يتحسر


و ينهض ليلقي نظرة  من نافذته  .. نافذة تطل 

على الذكريات ..

يرقب القمر باسما .. يراها تشرب القهوة معه

لطالما  ظلت تبحث عن القمر ، يؤنس وحدتها  عندما كان هو ينساها  .. و يعود متأخرا ..

" و انتظرها حتى يقول لك الليل لم يبق غيركما في الوجود .. " *

و لم يبق غيرهما في الوجود .. و لم تأت


حزن كئيب يغطي المكان .. مكان كانت تنيره

وحيد .. صامت .. وسط الضجيج ، وسع الصراخ

لا يكاد يسمع سوى رجع صدى بسماتها ..

لا زال ينتظر



يتحذ ركنا من الغرفة ، يفتح كتابها المفضلة  .. لعلها تقبع بين صفحاته

تصل إليه رائحتها  .. يقلب على عجل .. و لا يجدها

يشمئز و يكاد يقول شيئا ..

و يسمع صوتها " إياك .. " فيتراجع


يحتضن الذاكرة و يجلس على بقايا حلمه ..


تغني له لينام 

" يا ستي و يا ستي  .. غاب القمر جيت انتي  .. "

و يؤلمه صوتها .. يسكتها و يهب ليمسكها

ترحل باسمة ، هازئة به ..


" متوازيان نحن .. لن نلتقي أبدا

إن شئت حاول مجددا .. لعلك تمسك خيط المستحيل "


يضطرب ، يلحقها و يخفق ..

يعود الهدوء إلى المكان ..

يعود وحيدا .. دونها


يتذكر تفصيلا صغيرا .. غاب عنه طويلا

أمسك قنديلا أشعله ببسمتها . و خرج مسرعا

هي هناك تنتظره .. كيف له أن ينسى


و أخذ يهرول .

الضجة

 تسود المكان .. و فيض من العابرين

لا يعبأ

و يتلاشى الضجيج وراءه .. شيئا فشيئا


يصل إليها .. تتهلل أسارير وجهه

يقترب أكثر .. فأكثر


و القمر يرقبهما


 يضع وردته البيضاء على قبرها ..

و يهمس



لا زلت .. أحبــك
.....