mercredi 6 février 2013

وطن لن يخلع السّواد


وطن لن يخلع السّواد



سواد و حداد .. و طبول الفجيعة تقرع .. انتظرت طويلا وقفت على باب الوطن حتى فتح لها
و عيون ما عادت قادرة حتى تدمع .. فالدمع ما عاد يضاهي الجرح
وصراخ من أول الوطن و من آخره .. و جيل قادم او جيلين و أكثر ..
نصحو .. شمس اليوم تحمل معها سخطا و عويلا ..
راديو ، طلقات ، مات ..
لسنا في العراق و لا في لبنان.. في تونس .. في عرس الثورة ..
برصاص وطني ..
تسيل دماء .. قطرات .. تفيض كأسا آن أن تتغير ..
قتل .. مات .. و عاشت الأفكار .. أبدية  لا تغتيل
مات .. و بقي الوطن شامخا ..
 وحدها الأوطان لا تموت ..
الأوطان تنتحب .. تكفّن .. تسير في الجنازة و تلبس السواد طويلا .. و طويلا جدا .. و لكنها لا تموت .. تظل واقفة كالسنديان .. هي علّمتهم كيف يقفون طويلا و لا ينحنون .. فكيف لا توصلهم على رموشها إلى مكانهم الأخير اليوم ..

رحل .. كمن رحل قبله ..
هذا الوطن علّمه أن حروف التاريخ مزوّرة إن كتبت من دون دماء .. لذلك سلّم نفسه للوطن .. قربانا .. لعل الحلم يصير حقيقة ..

و ترك دموعا في كل مكان .. و أسئلة تتكرر في ثوب واحد : إلى أين ؟
إلى ما لا وجهة .. إلى الحبيب بورقيبة سيل عارم من الغاضبين ، من الكارهين و الحاقدين و المنتحبين .. بقع دمه بين أعينهم ..

من قال أن الثورة تصنع بالورود و بالياسمين كاذب ..
الثورة حمراء .. أو لا تكون ..
الثورة ترتدي الحداد أو فلترحل ..
و مرحلة الإستنزاف ستأتي .. و الخونة .. كل الخونة سيطردهم التاريخ  .. 
و حتى مزابله لن تقبل بهم ..

و هنا سنقف .. سننتظر الوطن حتى يأتي ..

لكن الوطن لا يأتي ..
 لا لا يأتي ..
الوطن
يأخذنا إليه .. 
كمن يذهب للحتف
ليموت بصمت .. 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire