lundi 11 février 2013

وطن من بلّور





و أنا لا أعرف من أين يأتي الوطن 

من ملح الارض العطشى .. إلى سواعد تعيد غرسها وجعا

من عرق الفلاحين .. و أناشيد النسوة يلبسن الطيف ذات خريف لا يرحل

من ذاك الذي يتسلّق نخلا .. طأطأ للحال هو الآخر

من زيتون يبكي غارسه .. زيته شفاف .. استقال اللون .. و غادر


أو 

علّه يأتي من أب يدفن إبنه .. في فجر العمر .. ترك العمر لصور لا تحصى 
تملأ الجدران .. لتنتخب .. و يموت الوالد قهرا

من أميال يقطعها طفل في السادسة ليصل المأتم .. 
تركه صديقه يلعب وحده .. 
تركه بحثا عن وطن .. 
عن خبز .. عن قنينة أحلام وردية 

يأتي الوطن .. من يدري
قد ياتي من رحم الثورة ..
هه .. الثورة ؟ 

لو افترضنا أنه يأتي من رحم الثورة 
لغدا الوطن في لون الزهر
في رائحة الذاكرة الأولى 
يرسم صور الشهداء و لا يتعب .. 

لغدا وطنا للفقراء و للسعداء بقصيدة نثر ..و بأحجية
لغدا في حجم الجرح .. ليلتئم .. 


لكنه كاذب .. 
لكنه وطن بلوري
تخدشه ترانيم الأطفال 
و تكسره أحاديث الجوعى 



و الوطن لا يأتي
لا .. لا يأتي

يأخذنا إليه .. 
كمن يذهب للحتف
ليموت بصمت .. 

كي لا يوقظ .. شعبا ..

من كذبته 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire