samedi 2 mars 2013

رقصة مبللة



الطقس ممطر في الخارج ..
المطر .. نقطة ضعفها .. جذور لندنية ؟ ربّما ..
المطر مخلوق يدفعها إلى البوح ..
جنون ليلي عادة ..
تغدو طفلة فجأة بلا شيء تخسره
تطيل النظر من النافذة .. ذاكرة متواطئة .. و عابرون بسرعة ..
لا يتركون لأنفسهم برهة ليتجردوا من الإضافات تحت المطر ..
ليجربوا الطفولة الأولى مجددا .. لبرهة ..
تسريحات الشعر .. و خوفهم المفرط يرفعان من دخل بائعي المطاريات على قارعة الطريق ..

في هدوء يرفع عينيه إليها ..
يتأملها ..
تتأمل الشارع من النافذة ..
الطابق الثالث .. و الإمتياز الوحيد .. مشهد أعلى .. ذات مطر .

لا يرفع عينيه عنها ..
ينطلق صوتها .. يقلص المسافة إليه ..
" و الرصيف محيّر .. و الشارع غريب "
الجميع يحبون صوتها .. يؤنس عادة .. و يؤلم أحيانا
ككل الأصوات التي لا تغني سوى بالعربية

تعيد المقطع مرّات عدة .. لا تترك له المجال لينبس ببنت شفة
صوت داخلي " لا توقظها .. تهدهد الذاكرة هي .. علّها تنام "

قبل عام من الحلم .. كانت تقرأ له شعرا لينام .. و كان يحفظ نصوصها يرددها كتلميذ نجيب مع كل صباح الخير ..
و يحفظها .. تقاسيم وجهها الطفولي .. سمرتها التي تقطر ذاكرة ..
و وشاحها الوردي الذي لا تحب غيره ..

كلمات في أول صفحة لكتاب أهدته إياه .. كتاب عن مناضل في المنفى .. صفحته الأولى تطفح حبّا ..
و الثوريّ الحقيقيّ لا تقوده إلاّ مشاعر الحب الكبيرة"

رائحة البحر .. أصواتهم ملء الكون ..
شكلاطة يتقاسمونها على الرمال .. كأحلامهم التي لا تعرف حدودا ..
يومها أخرج تذكرة العرض من جيب سترته السوداء .. رسم بسمتها عريضة .. تصل الأفق
وعدها أن يرقصا على أنفاس ليالي الصيف .. حتى تتعب

يبحث عن نص لدرويش لم يستهلك بعد .. ليبدأ به السهرة .. يبحث ..
و يجدها نامت كالأطفال .. قبل أن يصل القافية حتى ..
ستستيقظ و يأخذها إلى المدينة العربي .. سيدعوها لتشرب شايا رخيصا .. و تغنّي ..
و تسير إلى جانبه في الأزقة البيضاء .. ليصنعوا الخبز و الأغنيات ..

سيتركها هناك لبعض الوقت ..
يمارس هوايته في الحبيب بورقيبة
بعض الشغب .. شعارات تشبهه ..
يخيفها قليلا .. ينتظر هاتفه ليرن .. لتسأل أين هو .. ولّى زمن الثورة فليعد إلى المنزل ..

في المنزل ستنتظره ..
سيسمعان الجاز .. معا ..
و تغني له .. لينام

الطقس ممطر في الخارج ..
الأغنية لم تنته بعد ..
الشارع فارغ .. الليل يكاد يحط رحاله ..
و بدأت تبرد ..
تلتفت لتمسك بيديه .. تتدفء .. يمدّها بالحياة
و لا تجده .. الغرفة باردة .. قاتمة
" و يروح و ينساها .. و تتبل بالشتي .. "

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire